الدكتور عبد العزيز حمودة قامة وقيمة نقدية كبيرة، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة كورنيل الأمريكية عامي 1965 و 1968.
عمل أستاذاً للأدب الإنجليزي بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وعميداً للعلوم الإنسانية بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، وعميداً للدراسات العليا بجامعة الإمارات، ومستشاراً ثقافياً لمصر لدى الولايات المتحدة، وعميداً لكلية الآداب بجامعة القاهرة، ورئيساً لقسم اللغة الإنجليزية فيها.
قدم للمكتبة العربية الكثير من المؤلفات فى كل من الفلسفة والنقد والمسرح وله أيضا بعض المؤلفات بالإنجليزية ونذكر من أعماله :
1. Introduction To our Town 1970.
2. The problem with albee 1978.
3. الناس فى طيبة، مسرحية ، عام 1979.
4. ليلة الكولونيل الأخيرة، مسرحية ، عام 1981.
5. الحلم الأمريكي، كتاب في النقد، عام 1993.
6. المرايا المحدبة، كتاب في النقد، عام 1998.
7. المرايا المقعرة، كتاب في النقد، عام 2001.
8. الخروج من التيه، كتاب في النقد، عام 2003.
أكبّ على دراسة النقد المعاصر وما أنتجه كتّاب الحداثة وما بعد الحداثة، فقد تابع المؤلف كتابات جابر عصفور لأكثر من عشر سنوات.
سعى لتكوين نظرية عربية في النقد الأدبي في كتبه "المرايا المقعرة" و "المرايا المحدبة" و"الخروج من التيه"، بعد ما رأى أن النقد العربي ضل طريقه في ظل محاولات اللهاث خلف نظريات النقد الغربية.
انتقل إلى رحمة الله هذا العام 2012م.
وقد نشر الأستاذ علي عليوه بتاريخ الخميس 21 رجب 1429 الموافق 24 يوليو 2008 مقالاً تحت عنوان (د.عبد العزيز حمودة وإجهاض الدور التخريبي للحداثة) نقتطع منه بعض الفقرات لتعميم الفائدة ومعرفة الدور المميّز الذي قام به الدكتور عبد العزيز حمودة على صعيد النقد العربي المعاصر في الدفاع عن الهوية العربية الإسلامية للأمة العربية أمام الهجمة الثقافية الغربية على الثوابت الثقافية العربية المعجونة بالقيم الإسلامية المتعالية:
شهدت حقبة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي تصاعد المد الحداثي، وهو التيار الأدبي الذي يدعو إلى القطيعة التامة مع العقيدة واللغة والتاريخ، وهي العناصر التي تشكل هويَّة الأمة الإسلامية، إلى جانب اعتبار الغرب هو مركزَ الكون، ومن ثَمَّ لابد من الاندماج فيه، وتبني منظومته الثقافية.
تبنى هذا التيارَ عددٌ من العلمانيين العرب الذين أطلقوا على أنفسهم لقب "الحداثيين"، وساعد انتشارهم في العديد من وسائل الإعلام والصحف والمجلات، ودعم بعض المسئولين في البلاد العربية لهم بهدف تحجيم دور الإسلاميين، على فَرْضِ هيمنتهم التامة على مجمل الساحة الأدبية والثقافية في منطقتنا العربية .
هذه الهيمنة جعلتهم يشعرون بقدر كبير من التعالي حيالَ باقي المثقفين والأدباء، وشجعتهم على ممارسة هوايتهم في التهجم على ثوابت الأمة، والسخرية من رموزها، والتمرد على الأنماط الأدبية التي تُشَكِّل ذاكرة الأمة؛ من شعرٍ ونثرٍ وقصةٍ .
وقد تعرضت سطوة هؤلاء الحداثيين لِهِزَّةٍ عنيفة أسقطتهم من أبراجهم العاجية، وكبريائهم الزائف، مع ظهور الدكتور عبد العزيز حمودة، أستاذ الأدب الإنجليزي، الذي نال شهاداته العلمية من الجامعات الغربية، وعمل فترةً من الزمن مُلْحَقًا ثقافيا بالسفارة المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية.
ولتسليط الأضواء على الدور المحوري للدكتور حمودة في إلحاق الهزيمة بالمشروع الحداثي الذي أفسد الحياة الثقافية حُقْبَةً طويلة من الزمن، كان عنوان وموضوع مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية الذي عُقِدَ بالقاهرة، وهو (المشروع النقدي للدكتور عبد العزيز حمودة)، والذي شارك فيه نُخْبَةٌ من الأدباء والشعراء والنُّقَّاد العرب والمسلمين، منهم:
1. الدكتور عبد القدوس أبو صالح رئيس الربطة، ورئيس تحرير مجلة "الأدب الإسلامي".
2. الدكتور وليد قصاب، أستاذ الدراسات العليا بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، الذي لفت الأنظار إلى أن الفضل في إسقاط المشروع النقدي البنيوي وخَلْفِيَّته الإلحادية- الذي هو أحد إفرازات الحداثة- يرجع إلى ما كتبه حمودة، خاصة في كتابه (المرايا المحدبة)، مستشهدًا بمقولة حمودة: (إن البنيويين يقدمون خمرا قديمة في قوارِيرَ جديدة ).
3. الدكتور محمد صالح الشنطي، أستاذ النقد والأدب الحديث بجامعة جدارا للدراسات العليا بالأردن.
4. الدكتور أحمد زلط، وكيل كلية الآداب للدراسات العليا في مصر.
5. الدكتور بن عيسي بويوزان، الأستاذ بالجامعة المغربية.
6. الدكتور صلاح الدين عبد التواب، الأستاذ بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالقاهرة
7. محمود حسن مخلوف، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية من مصر الذي قال إنّ الدكتور حمودة بمشروعه الفكري التنويري يُعْتَبَرُ إضافة لاسم جديد للتنويريين المعتزين بتراثهم العربي، والذين لم يبهرهم- كما قال المفكر الجزائري مالك بن نبي- (الوثن الغربي المزين)، من أمثال مصطفي الرافعي، والدكتور محمد عبد الله دراز، والعلامة محمود محمد شاكر، والدكتور محمد أبو موسى.
8. الدكتور حسن بن فهد الهويمل، عضو الرابطة من السعودية.
9. ركزت الجلسة الختامية للمؤتمر على دعوة الأدباء العرب والمسلمين إلى استكمال المشروع النقدي للدكتور حمودة؛ للتوصل إلى نظرية في النقد الأدبي تستقي من التراث العربي والإسلامي.
1. طباعة الكتاب جيدة من ناحية صفّ الحروف وترتيب الصفحات، وبما أنّ النسخة التي أُرسلت لي من الكتاب هي استنساخ وليست أصلية لذلك لا يمكنني الحكم على كثير من المسائل الشكلية للكتاب.
2. الظاهر أنّ غلاف الكتاب يدخل ضمن التصميم الثابت والساذج لكتب سلسلة عالم المعرفة التي أهمّ ما يميزها هو شعار السلسة.
3. كُتب على الغلاف أنّ الكتاب هو من ترجمة الدكتور حمودة، بينما كتب في الصفحة الداخلية أنه من تأليف الدكتور حمودة وهو تناقض.
4. المؤلف عربي مختصّ بالعربية لذا فإنّ إنشاءه جيد ومفرداته مأنوسة فصيحة.
5. الكتاب يخلو من المقدمة التي يستبدلها المؤلف بالتمهيد الذي يخصصه لبيان علّة تأليف الكتاب.
6. الكتاب يخلو من الأغلاط على اختلاف أنواعها؛ نحوية، ولغوية، وطباعية، إلاّ بعض الأغلاط الإملائية، خاصة في كتابة فيما التي يجب أن ينفصل فيها حرف الجر المستقل في عن ما الموصولة.
محتوى الكتاب
1. استعمل المؤلف كافة الأدوات والوسائل العلمية المستخدمة في البحث العلمي.
2. لم يستطع المؤلف أن يحول دون تداخل المباحث وتكرارها، بحيث إنّ المبحث الأصلي يضيع بعض الأحيان، ولعل السبب يعود إلى جفاف موضوع الكتاب وعدم شفافية الأفكار النقدية المعاصرة ورغبة المؤلف في تأكيد المباحث النقدية لطبيعتها العلمية.
3. عدم التسلسل المنطقي في بيان الأفكار، بحيث من الممكن أن يتم بيان المبحث الأخير في بداية مبحث ما، ولعل السبب يعود إلى رغبة المؤلف في تأكيد هدف الكتاب وجشوبة المباحث الفلسفية والعلمية ولعل تكرارها والرجوع إليها بكثرة وتقديمها في الذكر يؤدي إلى ترسيخها في الأذهان، خاصة وأنّ المؤلف هو معلم قبل أن يكون مؤلفاً.
استعمال المصطلحات وما يعادلها
نظراً لمعرفة المؤلف باللغة الإنجليزية بشكل كبير وقيامه بترجمة بعض فقرات الكتاب واطلاعه الواسع على النظريات الحديثة في النقد والفلسفة الغربية، لذا فقد استطاع المؤلف أن يستعمل المصطلحات النقدية وما يعادلها بشكل دقيق.
التناسب بين الكتاب والمناهج الدراسية
الكتاب ليس منهجاً دراسياً ولم يتمّ تأليفه لهذا الغرض، لذلك فهو يفتقر إلى:
1. المنهج التدريسي الذي يتدرج مع أفهام الطلبة ويسلسل المباحث ليتمكن الطالب من الإفادة منها.
2. التمارين الدراسية التي يستطيع الطالب من خلالها أن يختبر معلوماته ومقدرته العلمية ومدى استيعابه لما درسه.
3. النصوص التطبيقية التي تعمل كنماذج تعين الطالب على فهم الموضوع بشكل أفضل.
4. يمكن الاستفادة من الكتاب كمرجع يستطيع الأستاذ أن يشير إليه أو ينوّه به ليقوم الطلبة بالرجوع إليه ومطالعته تعميقاً للمباحث النقدية حول نظريتي البنيوية والتفكيك، أو للاطلاع على آراء المؤلف في نقده للحداثة العربية وما بعد الحداثة ودحضه لأفكار الحداثيين العرب.
مدى انسجام محتويات الكتاب مع العنوان والفهرس
1. لقد قام المؤلف في التمهيد لموضوع الكتاب ببيان علة تسمية الكتاب وتوضيح كلّ ملابسات العنوان وقد كان موفقاً في تسمية الكتاب وانسجام العنوان مع محتويات الكتاب بشكل رائع.
2. الفهرس، الذي أسماه المؤلف المحتوى، لم يكن تفصيلياً، بل كان كلياً عاماً التزم فيه المؤلف في أكثر المواضع بما جاء في الكتاب، لكن الظاهر أنّ المؤلف لم يلتزم بالفصل الكامل بين المباحث في الفصلين الأول والثاني، ولعل ذلك يعود للطبيعة المتقاربة للفصلين والتشابه الكبير في مباحثهما.
مدى انسجام الكتاب مع منهج وزارة التعليم والبحث العلمي
1. الكتاب، كما أسلفنا، لا يصلح للتدريس في الجامعات الإيرانية ولا ننصح بذلك، لكن يمكن الاستفادة منه كمرجع أو كتاب مكمِّل لإغناء مباحث النقد المعاصر.
2. تركّزت مباحث الكتاب على آخر النظريات في النقد المعاصر، وهما نظريتا الحداثة وما بعد الحداثة، أو بالأحرى نظريتا البنيوية والتفكيك.
مدى حداثة معلومات الكتاب من ناحية الإحالات
1. بما أنّ موضوع الكتاب جديد يعالج إشكالات نقدية حديثة، فإنّ جميع إحالاته هي إلى كتب حديثة، ما عدا بعض الإحالات التي لابد منها إلى عدد من الكتب النقدية القديمة.
2. لقد استطاع الكاتب بالاعتماد على كتب غربية حديثة وقديمة؛ فلسفية ونقدية وأدبية أن يفنّد أحدث النظريات النقدية ويُثبت بطلانها عن طريق إرجاعها إلى جذورها الفلسفية، وهو ما يُثبت أمرين: الأول أنّ تلك النظريات ناشئة من مصادر غير لغوية، والثاني أنّ نظرية الحداثة العربية لا تمتّ إلى فلسفة واضحة المعالم بصلة، بل هي نسخة مشوهة من الحداثة الغربية.
مظاهر التجديد في الكتاب
1. لقد استطاع المؤلف بكل جدارة أن يُبسِّط المفاهيم الفلسفية العويصة للحداثة وأن يقربها إلى الأفهام بحل رموزها الشائكة، وهو ما يُعتبر إنجازاً مهماً على هذا الصعيد عجز عنه الكثير من النقاد.
2. استطاع المؤلف أن يُثب أنّ نظريات الحداثة تنبع من فكر غربي تائه لا يعرف موضع قدميه ولا يهتدي لطريقه.
3. استطاع المؤلف أن يُثبت أنّ نظريات الحداثة هي نظريات واردة وجسم غريب على الثقافة العربية ولا يتناسب مع الذوق العربي والقيم الإسلامية.
التسلسل المنطقي وانسجام المباحث
1. كان تسلسل المواضيع تسلسلاً منطقياً، لكنّ تسلسل المباحث قد يكتنفه بعض التكرار.
2. النتائج التي توصّل إليها المؤلف هي نتائج منطقية تستند إلى أدلة علمية وكتب معتبرة.
3. تنتظم مباحث الكتاب فصول أربعة تحوي مواضيع فرعية كثيرة ترتبط بصورة مباشرة أو غير مباشرة بموضوعاتها الأصلية.
تقويم المصادر
1. جاءت المصادر والهوامش تحت عنوان واحد هو الهوامش والمراجع في نهاية الكتاب بشكل END NOTE وهو أسلوب قد يكون متبعاً في بعض المقالات والبحوث العلمية، ولكنه غير متعارف عليه في الكتب.
2. إذا كان من الطبيعي أن تُذكر قائمة المصادر في نهاية الكتاب، فإنّ أسلوب ذكر الهوامش في نهاية الكتاب يبعد الفاصلة كثيراً بين موضع الإشارة والهامش.
3. أفضل مكان للهامش هو أسفل الصفحة، وهو أسلوب متّبع في الكثير من الدول العربية.
4. ذُكر تحت العنوان الرئيسي الهوامش والمراجع عنوان الفصل الأول. فلا أدري هل قسّم المؤلف الهوامش والمراجع حسب الفصول، لكنّ الشخص الذي قام باستنساخ الكتاب قد أغفل ذكر مصادر بقية الفصول، أم أنّ ذلك العنوان (الفصل الأول) جاء عن طريق الخطأ.
5. عدد المصادر التي ذُكرت في نهاية الكتاب هو 17 مصدراً تم الاستفادة منها 37 مرة.
6. لم يفرق المؤلف في العنوان بين المصادر والمراجع، فاعتبر الكلمتين مترادفتين، والحال أنّ الأمر ليس كذلك، فالمصدر هو ما يتم الاعتماد عليه بشكل رئيسي، أما المرجع فهو مصدر مكمِّل أو فرعي يتم الرجوع إليه في نقطة معينة زيادةً للاطلاع أو تأكيداً لمعلومة ما.
الأمانة العلمية في النقل
1. تمت مراعاة الأمانة العلمية في النقل من المصادر والمراجع، سواء أكان النقل بشكل مباشر أم بشكل غير مباشر.
2. المعلومات الواردة في الكتاب موثقة بشكل عام بدقة عالية.
3. وجدت في طيات الكتاب بعض المعلومات التي تحتاج إلى توثيق أهمل المؤلف توثيقها عمداً، أو سهواً لكثرة ممارسته النقد واعتبارها مسائل بديهية لا تحتاج إلى توثيق.
مدى توخّي الحياد في النقد والتحليل
1. التزم المؤلف بالحياد العلمي بشكل تام في نقده وتحاليله التي قدمها لنظريات الحداثة وما بعدها.
2. كافة التحليلات والاستنتاجات التي قام بها المؤلف موثقة تستند إلى سيرورة منطقية وأصول ثابتة أو مصادر معتبرة.
مدى انسجام محتوى الكتاب مع القيم الإسلامية
1. محتوى الكتاب لا يتعارض مع القيم الإسلامية الرفيعة.
2. أثبت الكتاب خواء الثقافة الغربية بعد أن أثبت قصور الأساس الفلسفي لنظريات النقد الغربي الحديث وتخبطه بحثاً عن الأرضية القوية الصلبة وبر الأمان لينجو من دوامة البحر المتلاطم الذي لا يُرى ساحله.
3. إنّ الغرب، وأوربا منه، غير قادر على قيادة العالم لافتقاره للمنهج الفلسفي المتكامل والثقافة الإسلامية الغنية، والقائد الصالح النافذ البصيرة والهادي إلى سواء السبيل، الذي يُنقذ العباد من الضلالة وحيرة الجهالة، هو المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
وفي ما يلي نظرة سريعة إلى النقاط المهمة التي يمكن لها أن تعرّف الجوانب المهمة للكتاب:
التمهيد:
1. سبب التسمية: يؤكد المؤلف أن تسمية الكتاب بالمرايا المحدبة لم تكن اعتباطية، ثم يشرح المؤلف أقسام المرايا الأربعة: العادية (الصور لا تتغير فيها)- المرآتان المتوازيتان (تقدمان صوراً لانهائية)- المرآة المقعرّة (تقوم بتصغير الأشياء)- المرآة المحدبة (تقوم بتكبير كل ما يقع فيها حسب زاوية انعكاسه وقد يكون جزء من شيء كاليد أو الرجل أو الوجه من الإنسان).
2. ينصّ المؤلف في التمهيد على أنّه ناقش في الكتاب ثلاث مقولات: الحداثة وما بعد الحداثة- البنيوية- التفكيك، وهما بالأحرى مقولتان، وأنّ السمة البارزة التي تجمع بين تلك المقولات هي الغموض ومخالفة التبسيط والضجة وتضخيم الأمور.
3. السؤال الذي يطرحه المؤلف في التمهيد هو أية حداثة نحن بحاجة لها؟ هل هي حداثة الشك الشامل وغياب المركز المرجعي واللعب الحر للعلامة ولا نهائية الدلالة ولا شيء ثابت ولاشيء مقدس؟ نحن بحاجة الى حداثة تهز الجمود وتدمر التخلف وتحقق الاستنارة، لكنها يجب أن تكون حداثتنا نحن وليست نسخة شائهة من الحداثة الغربية.
4. يعترف الكاتب أنه شعر بالعجز وهو يقرأ كتابات الحداثيين والبنيويين العرب منذ الثمانينيات.
5. من النقاد الحداثيين الذين انبهر الكاتب من كتاباتهم كمال أبو ديب، جابر عصفور، هدى وصفي،حكمت الخطيب، والمترجمة سامية أسعد.
الفصل الأول: الحداثة.. النسخة العربية
1. تابع المؤلف كتابات جابر عصفور لأكثر من عشر سنوات.
2. اللغة المراوغة أصبحت لازمة من أهم لوازم نقد الحداثة وما بعد الحداثة.
3. البنيويون يقدمون خمراً عتيقاً في قوارير جديدة.
4. الاتهام الذي يوجّهه المؤلف للبنيويين والتفكيكيين العرب مطروح على الساحة النقدية في الخارج منذ سنوات طويلة.
5. الميتالغة أو لغة الغموض وعدم الالتزام اللذين هما لازمتان من لوازم لغة الحداثيين العرب وغير العرب تحتاج إلى معاجم حديثة في الدراسات النفسية لتحديد دلالات المفردات، مثل الوعي، والإدراك، والأنا الفاعلة، والقطيعة المعرفية، وهي المفردات التي يسيمها المؤلف: المفردات الباهرة.
6. إذا كانت الحداثة هي الإبداع فلم كل هذه الفجة ولماذا القول المغلف يعلم النفس في مراوغة مقصودة.
7. القطيعة المعرفية بين المبدع والتقاليد الموروثة شرط من شروط الإبداع في الحداثة، والوعي الضدي علامة فارقة ملازمة لثقافة الحداثة.
الفصل الثالث: البنيوية وسجن اللغة
السؤال الذي طرحه المؤلف هنا: هل يضيء التحليل البنيوي النص حقيقة؟ فتح الباب أمام إدراك التناقضات الجوهرية في فكر النقاد الحداثيين التي فاقت التناقضات الأساسية في فكر الحداثة الأصلي؛ الأجنبي. هل لدينا حقيقة نسخة عربية للحداثة الغربية؟ يعني أنّ النسخة الأصلية للحداثة Modernism وما بعد الحداثة Postmodernism هي نسخة غربية.
التكسر الثقافي الذي تهتم الحداثة العربية به هو اجتماعي- سياسي بالدرجة الأولى، على نقيض الفكر الثقافي الغربي الذي يتناول أزمة إنسان العصر من منطلق ميتافيزيقي، غيبي، يناقض الوجود من كل جوانبه. إنّ ما يريد البنيويون تحقيقه صراحة ودون مواربة هو التقنين للإبداع، والناقد البنيوي يرى أنه ليس أدنى من العالِم التجريبي، وهنا تكمن خطورة المشروع البنيوي لوضع قوانين وتطبيقها على الإبداع. وعندما يظهر إبداع جديد سوف يضطر النقد البنيوي للقيام بتقنينه، وهكذا إلى ما لانهاية وهو ما يؤكد لنا عبث الجهود البنيوية في المحاولات الأخيرة كمحاولة كمال أبوديب إعادة ترتيب أبيات معلقة امرئ القيس.
الفصل الرابع: التفكيك والرقص على الأجناب
التفكيك هو غياب المركز الثابت للنص؛ فما هو مركزيّ في قراءة ما قد يكون هامشياً في قراءة أخرى، وعلى العكس فقد يكون ما هو هامشيّ في قراءة ما مركزياً في قراءة أخرى، وهكذا حتى نصل إلى ما يدعوه التفكيكون (اللعب الحرّ للغة)، وبناء على ذلك فإنه لا توجد قراءة نقدية واحدة، بل كل قراءة نقدية هي في الواقع فشل الناقد في قراءة النص.
الكتاب في نظرة واحدة
1. كتاب المرايا المحدبة للدكتور عبد العزيز حمودة، أستاذ اللغة الإنجليزية والنقد في الجامعات المصرية والعربية، خطوة مباركة على سبيل كشف زيف النقد الغربي وإعادة الثقة إلى أبناء الأمة العربية بثقافتهم المجيدة.
2. يتكون الكتاب من أربعة فصول وتمهيد وقائمة حوت هوامش الكتاب ومراجعه وتعريف مختصر بالمؤلف في نصف صفحة.
3. طباعة الكتاب جيدة من ناحية صف الحروف وترتيب الصفحات، وغلافه يدخل ضمن التصميم الثابت والساذج لكتب سلسلة عالم المعرفة.
4. إنشاءه جيد ومفرداته مأنوسة فصيحة والكتاب يخلو من المقدمة التي يستبدلها المؤلف بالتمهيد الذي يخصصه لبيان علة تأليف الكتاب، وقد استعمل المؤلف كافة الأدوات والوسائل العلمية المستخدمة في البحث العلمي.
5. لم يستطع المؤلف أن يحول دون تداخل المباحث وتكرارها وعدم التسلسل المنطقي في بيان الأفكار، لكنه استطاع أن يستعمل المصطلحات النقدية وما يعادلها بشكل دقيق.
6. الكتاب ليس منهاجاً دراسياً ولم يتمّ تأليفه لهذا الغرض، لذلك فهو يفتقر إلى المنهج التدريسي الذي يتدرج مع أفهام الطلبة، والتمارين الدراسية، والنصوص التطبيقية التي تعين الطلبة على فهم مضامين الكتاب، لكنه يمكن الاستفادة منه كمرجع أو مصدر مكمّل لدرس النقد الأدبي.
7. لقد استطاع المؤلف بكل جدارة أن يُبسِّط المفاهيم الفلسفية العويصة للحداثة وأن يقربها إلى الأذهان بحل رموزها الشائكة، وهو ما يُعتبر إنجازاً مهماً على هذا الصعيد عجز عنه الكثير من النقاد.
8. استطاع المؤلف أن يكشف زيف الثقافة الغربية وحيرة الغربيين وتيههم في بحر الظلمات الذي أدخلتهم فيه أفكارهم الهزيلة المتناقضة التي انعكست في الأدب والنقد، ما يبيّن الحاجة الماسة للمنجي عجل الله تعالى فرجه الشريف.
9. الكتاب يخلو من الجداول والمخططات، إلا ما ينقله المؤلف من كتابات الآخرين للتدليل على تخبطهم، كالرسم التوضيحي المكون من الدوائر التي رسمها كمال أبو ديب في ص 39 خلال مقاربته لمعلقة امرئ القيس، الشاعر الجاهلي، أو للتدليل على رغبة اللغويين في تطبيق العلوم الأخرى على اللغة لذلك يستعينون بتلك الجداول والمخططات، بزعمهم، لتوضيح ما يريدون كالمخطط الذي رسمه سوسير لتوضيح تبادل العلامة بين المتكلم والمتلقي في ص 234، أو المخطط الذي يرسمه ياكبسون لنظام العلامات في اللغة في ص 236.
النواقص والمثالب
1. كُتب على الغلاف أنّ الكتاب هو من ترجمة الدكتور عبد العزيز حمودة، بينما كتب في الصفحة الداخلية أنه من تأليف الدكتور عبد العزيز حمودة وهو تناقض.
2. الكتاب يخلو من المقدمة التي يستبدلها المؤلف بالتمهيد الذي يخصصه لبيان علة تأليف الكتاب.
3. توجد بعض الأغلاط الإملائية، خاصة في كتابة فيما التي يجب أن ينفصل فيها حرف الجر المستقل في عن ما الموصولة، وكذا في قائمة الهوامش والمراجع.
4. لم يستطع المؤلف أن يحول دون تداخل المباحث وتكرارها، بحيث إنّ المبحث الأصلي يضيع بعض الأحيان، ولعل السبب يعود إلى جفاف موضوع الكتاب وكونه شائكاً وعويصاً وعدم شفافية الأفكار النقدية المعاصرة ورغبة المؤلف في تأكيد المباحث النقدية لطبيعتها العلمية.
5. عدم التسلسل المنطقي في بيان الأفكار، بحيث من الممكن أن يتم بيان المبحث الأخير في بداية مبحث ما، ولعل السبب يعود إلى رغبة المؤلف في تأكيد هدف الكتاب، وجشوبة المباحث الفلسفية والعلمية فلعل تكرارها والرجوع إليها بكثرة وتقديمها في الذكر يؤدي إلى ترسيخها في الأذهان، خاصة وأنّ المؤلف هو معلم قبل أن يكون مؤلفاً.
6. الكتاب لا يصلح للتدريس في الجامعات الإيرانية ولا ننصح بذلك، فهو ليس منهجاً دراسياً ولم يتمّ تأليفه لهذا الغرض، لذلك فهو يفتقر إلى:
· المنهج التدريسي الذي يتدرج مع أفهام الطلبة ويسلسل المباحث ليتمكن الطالب من الإفادة منها.
· التمارين الدراسية التي يستطيع الطالب من خلالها أن يختبر معلوماته ومقدرته العلمية ومدى استيعابه لما درسه.
· النصوص التطبيقية التي تعمل كنماذج تعين الطالب على فهم الموضوع بشكل أفضل.
7. المؤلف لم يلتزم بالفصل الكامل بين المباحث في الفصلين الأول والثاني، ولعل ذلك يعود للطبيعة المتقاربة للفصلين والتشابه الكبير في مباحثهما.
8. جاءت المصادر والهوامش تحت عنوان واحد هو الهوامش والمراجع في نهاية الكتاب بشكل END NOTE وهو أسلوب قد يكون متبعاً في بعض المقالات والبحوث العلمية، ولكنه غير متعارف عليه في الكتب.
9. إذا كان من الطبيعي أن تُذكر قائمة المصادر في نهاية الكتاب، فإنّ أسلوب ذكر الهوامش في نهاية الكتاب يبعد الفاصلة كثيراً بين موضع الإشارة والهامش.
10. ذُكر، تحت العنوان الرئيسي الهوامش والمراجع، عنوان الفصل الأول. فلا أدري هل قسّم المؤلف الهوامش والمراجع حسب الفصول، لكنّ الشخص الذي قام باستنساخ الكتاب قد أغفل استنساخ مصادر بقية الفصول، أم أنّ ذلك العنوان (الفصل الأول) جاء عن طريق الخطأ.
11. لم يفرق المؤلف في العنوان بين المصادر والمراجع، فاعتبر الكلمتين مترادفتين، والحال أنّ الأمر ليس كذلك، فالمصدر هو ما يتم الاعتماد عليه بشكل رئيسي، أما المرجع فهو مصدر مكمل أو فرعي يتم الرجوع إليه في نقطة معينة زيادةً للاطلاع أو تأكيداً لمعلومة ما.
12. قام المؤلف الكريم بنقد الحداثة وما بعد الحداثة واستطاع كشف ما أحاط به الحداثيون العرب كتاباتهم من هالة مزيفة وضجة افتعلوها، لكنه- رحمه الله- لم يطرح البديل، بل ترك الباب مفتوحاً أمام النقاد، لذلك يبقى المشروع النقدي العربي ناقصاً ينتظر من يقوم بإكماله.
13. لم يقم المؤلف بذكر أسماء المؤلفين في قائمة المراجع في نهاية الكتاب حسب اسم الشهرة أو الاسم الأخير، ولعل السبب يعود إلى اعتبار المؤلف تلك القائمة من ضمن الهوامش.
المقترحات
يبقى المشروع النقدي العربي ناقصاً ما لم يقم أحد النقاد أو مجموعة منهم بإكماله. لذلك أقترح أن تقوم لجنة مختصة من النقاد والأساتذة بدراسة كتب الدكتور عبد العزيز حمودة النقدية وكتب غيره من النقاد لتخرج بمشروع متكامل للنقد العربي المعاصر تُؤخذ فيه بعين الاعتبار الثوابت الثقافية للأمة العربية.
مصادر الكتاب
1. حكمت صباغ الخطيب، في معرفة النص: دراسات في النقد الأدبي ( بيروت دار الآفاق الجديدة 1983).
2. كمال أبو ديب، الرؤى المقنعة: نحو منهج بنيوي في دراسة الشعر الجاهلي. القاهرة: الهيئة العامة للكتاب، 1986.
3. عبد العزيز المقالح، الشعراء النقاد: تأملات في التجربة النقدية عند صلاح عبد الصبور، أدونيس وكمال أبو ديب، فصول المجلد التاسع، العددان الثالث والرابع (فبراير 1991).
4. جابر عصفور، تعارضات الحداثة، فصول، المجلد الأول، العدد الأول (أكتوبر1980).
5. جابر عصفور، محاضرة ألقيت في المجمع الثقافي في أبو ظبي ونشرت في جريدة الإتحاد اليومية، 29 نوفمبر1993.
6. إلياس خوري «الذاكرة المفقودة» في الذاكرة (بيروت 1982).
7. شكري عياد، المذاهب الأدبية والنقدية عند العرب، سلسلة المعرفة (الكويت 1993).
8. Christopher Butler, the Pleasures of the Experimental Text, Jeremy Hawthorne. Criticism and critical Theory (London: Edward Aronold, 1984).
9. Goodson. <Structuralism and critical History in the Movement of Bakhtin, Tracing Literary Theorized. Joseph Napoli (Urbana, Chicago: University of Illinois p.1987)
10. خالدة سعيد، "الحداثة وعقدة جلجامش" في قضايا وشهادات، (نيقوسيا 1991).
11. يوسف الخال، نحن والعالم الحديث: مدخل إلى كتاب الحداثة في الشعر (بيروت 1978).
12. منصور الحازمي، البحث عن الواقع (الرياض 1984).
13. أنظر أمينة رشيد «السيميوطيقا في الوعي المعرفي» في سيزا قاسم ونصر حامد أبو زيد، أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة: مدخل إلى السيميوطيقا (القاهرة: دار إلياس العصرية، 1986).
14. هدى وصفي،الشحاذ: دراسة نفسبنيوية، فصول، المجلد الأول، العدد الثاني (يناير1981).
15. سيزا قاسم، «السيميوطيقا: حول بعض المفاهيم والأبعاد» في أنظمةالعلامات.
16. محمد الناصر العجيمي، المناهج المبتورة في قراءة التراث الشعري: البنيوي نموذجاً، فصول، المجلد التاسع، العددان الثالث والرابع (فبراير 1991).